BACK       عودة

أيام الغضب ومواجهة الفرنسيين

مسلسل ( أيام الغضب) للمخرج المتميز باسل الخطيب عبر الفضائيات العربية والذي رافقه آراء مختلفة ،وأسئلة كثيرة . عمل ملحمي يتحدث عن بطل شعبي ،إنسان عانى من الظلم ، والاضطهاد في حياته ، كان ملاحقاً من قبل العثمانيين ومع دخول الفرنسيين وجد نفسه أمام مرحلة جديدة تتطلب منه مواجهة الواقع الجديد الذي يحاول فرضه المستعمر الفرنسي .
يقول باسل الخطيب عن هذه الشخصية إنها تقترب بمصيرها من مصائر أبطال المآسي الأدبية القديمة وتحديداً من المآسي اليونانية ..
وبالإضافة إلى الزخم النضالي الكبير الموجود فيها فهي شخصية رومانسية إلى حد كبير، رومانسية ضمن المفهوم الشامل للكلمة، وكما نذكر فإن هذه الشخصيات في الأدب هي ذات غنى وعمق روحي، وهي في معظم الأحيان لم تستطع أن تتصالح مع الواقع واصطدمت معه مما يميزها عن الشخصيات المحيطة بها .
وعن العودة إلى التاريخ يؤكد المخرج أنه موضوع ملح للغاية في هذا الوقت بالذات، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة من وجودنا الحضاري، والعودة إلى التاريخ مهمة بالنسبة لي من ناحيتين، أولاً التذكير بالقيم والمبادئ والمثل الايجابية لنحاول أن نتمثلها في حياتنا المعاصرة، ثانياً، الإلهام فالتاريخ يلهمنا دوماً بالأشياء الجيدة، ونحن بحاجة إلى هذا الاستلهام حتى نستطيع أن نمضي إلى المستقبل . التاريخ هو عالم الأشياء التي لم تتحقق، وعالم الأشياء التي كنا نحلم بتحقيقها. عدنا إلى التاريخ كي نستلهم القيم الوطنية والإنسانية المتمثلة برفض واقع يحاول الإستعمار فرضه علينا ، وهذه هي روح المعاصرة في تناولنا للتاريخ .
باسل الخطيب منذ أول عمل له بدءاً من (الرؤية الأخيرة ) وحتى (أيام الغضب) يؤكد على محافظته على الخط الرومانسي الوجداني الشاعري ..وقد حقق في مسيرته القصيرة في الإخراج أربع جوائز في أهم مهرجان تلفزيوني عربي ، منها جائزة أحسن إخراج للفيلم التلفزيوني (أسوار).
وفي تقديمه لأيام الغضب في (بروشور) خاص بالمسلسل يقول باسل الخطيب:-في صراعنا الحضاري المقبل تبرز القدرة على الدفاع عن المبادئ والقيم بشجاعة وشرف، كإحدى أهم مظاهر هذا الصراع . في أيام الغضب يستمد ضرغام قوته من دفاعه عن المبادئ والقيم ويؤكد من خلال مصيره أنه لم يفقد ماكانت الطبيعة قد منحته لنا منذ البداية : حرية الإرادة ، حرية الاختيار ، ويؤكد أن الصوت المنفرد للإنسان لا يمكن أن يضيع في صخب الأحداث، بل ربما كان اقرب الأصوات إلى الحقيقة .. في أيام الغضب يهمس ضرغام تارة، ويصرخ تارة أخرى، ومابين همساته وصرخاته قصة رجل يريد أن يعيش حراً...

ابتسام أديب ( فنون ستالايت 15- 2- 1997 )